Search
Home » » اخبار النهار مذكرات سعد الدين إبراهيم بعد اعتذاره للشعب والسيسى alnaharegypt

اخبار النهار مذكرات سعد الدين إبراهيم بعد اعتذاره للشعب والسيسى alnaharegypt

{[['']]}
مذكرات الدكتور سعد الدين إبراهيم، مؤسس مركز ابن خلدون، بعد اعتذاره لـالشعب والرئيس عما بدر منه من إساءة فى حق الرئيس عبدالفتاح السيسى على فضائية الفتنة الجزيرة.وفى الحلقة السابقة تحدث إبراهيم عن تفاصيل سجن مزرعة طرة وتركيبة المساجين الموجودين به، ونشاطه داخل السجن فى تقديم مبادرات لمحو الأمية والقروض الصغيرة تسببت فى حصول البعض على شهادة جامعية من داخل السجن ومنهم صبرة القاسمى ونبيل نعيم. ويقول: بعد وصولى لسجن مزرعة طرة وجدت أعداداً كبيرة من المساجين لديهم حب استطلاع ولهفة شديدة لرؤيتى والتعرف علىَّ ومصافحتى، ووقع لى حادث كسر فى قدمى بالزنزانة، وكان سببه تأثر جهازى العصبى بالتعذيب الصينى، ما سبب لى عدم الاتزان، وكان عمرى حينها 60 سنة، وشعرت بالذنب عندما عوقب بعض الجنود بسبب كسرى لقوانين السجن وزيارتى سجن العقرب شديد الحراسة دون إذن.62 من أعضاء مجلس الشيوخ الـ100 و170 نائباً من مجموع 450 فى الكونجرس وقعوا على بيان احتجاج ضد سجنىكنت أتابع سير قضيتى محلياً وعالمياً وأنا فى سجنى من خلال الزيارات المختلفة التى كانت تأتينى سواء من أسرتى أو من خلال المهتمين بالقضية والمتابعين لها من القنصليات والسفارات الأجنبية والتى كنت أتلقاها فى مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية، وكان أهمها صوراً من خطابات موجهة للرئيسين المصرى والأمريكى تطالب بالإفراج عنى فوراً، أرسلتها الجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع والأكاديمية الأمريكية للعلوم ومعهد الطب الأمريكى والمعهد الأمريكى للمهندسين، وصورة إعلان مدفوع على صفحة كاملة من صحيفة واشنطن تايمز باسم روابط الأقباط فى المهجر تطالب بنفس الشىء وتنوه بأن أقباط مصر لن ينسوا أبداً الإنسان الذى وقف دائماً مدافعاً عن حقوقهم. كذلك أرسل رئيس جامعتى واشنطن؛ حيث كنت طالباً وديبوا حيث كنت أستاذاً، خطابات بنفس المعنى، ويقود أحد النواب بالكونجرس الأمريكى اسمه توم لانتوس حملة تأييد وضغط من أجلى أنا وزملائى وكذلك اطلعت بتأثر شديد على تقرير الأستاذ روبرت كالفرت، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة ديبوا، حول المؤتمر التعليمى للتضامن معى من خريجى دفعة 1971، وهى الدفعة التى بدأت تدريسى لها فى تلك الجامعة عام 1967.وحضر السفير الأمريكى دانيال كيرتزر لزيارتى فى السجن وتوديعى؛ حيث انتهت مدة خدمته فى مصر وكانت معه نائبة القنصل لورا ومترجم السفارة وقامت إدارة السجن فى اليوم السابق بتهيئة المدخل وإعادة طلاء مبنى الإدارة بنفس الطريقة البيروقراطية الفرعونية.مع جورج بوش الابن أثناء لقائهما فى شيكوسلوفاكيا عام 2004وصل السفير مبكراً فى الساعة الثامنة صباحاً وكان فى استقباله وكيل مصلحة السجون ومأمور السجن ولفيف من ضباط السجن واستمرت الزيارة حوالى ساعة ونصف الساعة تبادلنا فيها المعلومات والمشاعر الحميمة، أخبرنى السفير أنه رأى الرئيس مبارك مرتين ورئيس الوزراء مرة ووزير الخارجية 3 مرات؛ حيث كان الموضوع الوحيد أو الرئيسى هو قضية ابن خلدون خلال الأسابيع الثلاثة التى أعقبت صدور الحكم وأكد السفير صحة تخمينى أن الرئيس هو الذى أعطى الضوء الأخضر لتفجير القضية وهو الذى أدار معركتها وأنه لا يزال غاضباً واستخدم ألفاظاً قاسية فى حقى رغم اعترافه أننى كنت أستاذ زوجته المفضل وأستاذ أولاده، ثم سألنى السفير ما إذا كنت على استعداد لترضية أو استرضاء الرئيس، وكانت إجابتى هى النفى القاطع، فسألنى ما إذا كنت على استعداد لقبول منصب أستاذ زائر لسنتين أو ثلاث فى إحدى الجامعات الأمريكية المرموقة إلى أن تهدأ عاصفة غضب الرئيس وكانت إجابتى أن مثل هذا القرار لا بد أن يكون أسرياً، أى أن قبوله يتوقف على موافقة زوجتى، فأخبرنى السفير بمبادرة عضو الكونجرس الأمريكى توم لانتوس لجمع توقيعات زملائه لشجب قرار المحكمة ومطالبة مبارك باستخدام سلطاته الدستورية لإلغاء الحكم وشطب القضية وإقفال الملف وسلمنى السفير نسخة من الإنترنت لمقال مارى آن ويفر فى محاولة فى مجلة نيويورك تايمز التى صدرت بعنوان محاكمة نظام مبارك وتبادلنا تفهم الأمور فى الشرق الأوسط والتحديات التى يتوقعها فى موقعه الجديد كسفير فى تل أبيب، كذلك تبادلنا الأخبار الأسرية ثم كان الوداع حاراً، وفعلاً شعرت أننى ومصر سنفتقد هذا السفير والإنسان المتميز حتى الصحافة الحزبية والصفراء التى كانت قد أخذت منه موقفاً عدوانياً أو متشككاً بسبب يهوديته وبدا مع نهاية خدمته أنها راجعت نفسها وقالت فيه كلاماً طيباً.وزارتنى أيضاً فى أحد الأيام زميلتى فى القسم الدكتورة نازك نصير، وسكرتيرتى فى الجامعة صفاء يوسف وقد أحضرتا بريداً وخطابات وأخباراً من الجامعة. وتشاورت مع د. نازك على ترقيات بديلة لتدريس المواد التى أقوم عادة بتدريسها إذا استمر سجنى، من أهم ما أحضرتاه أعداد من صحيفة الحياة وصور مقالات من الشرق الأوسط والراية القطرية وكذلك نسخة كاملة من الحيثيات التى أصدرتها محكمة أمن الدولة لتبرير الأحكام التى أصدرتها فى القضية، وكان انطباعى الأولىّ عن الحيثيات أن المحكمة انساقت انسياقاً يكاد يكون أعمى لمخطط مباحث ونيابة أمن الدولة وتجاهلت تماماً شهود النفى لصالحى وكذلك المذكرات الخمس الرهينة التى قدمها المحامون وتسلمت خطابات من رئيس الجامعة د. جون جيرهارت ومدير الجامعة تيم سوليفان وسكرتيرته الحالية وسكرتيرتى السابقة وفاء عبدالحميد محروس ومن صديقى وتلميذى السابق المهندس محب زكى الذى قام بدور بطولى أثناء نظر القضية؛ حيث كان بمثابة رئيس الأركان فى فريق الدفاع.كيرتزر أبلغنى أن مبارك هو الذى أعطى الضوء الأخضر لتفجير القضية ضدى.. وأنه استخدم ألفاظاً قاسية فى حقى رغم اعترافه أننى كنت أستاذ زوجته فى الجامعةبدأ خبر ترشيحى لجائزة نوبل للسلام الذى نشرته إحدى الصحف العربية منذ 10 أيام يكتسب ذيوعاً فى سجن المزرعة، ثم زارنى فى زنزانتى بالمستشفى اللواء عادل عبودى، وكيل مصلحة السجون، بصحبة العقيد صبرى القاضى، كبير مسئولى المباحث الجنائية بالمصلحة، ونائب مأمور السجن، وكانت الزيارة لها علاقة بصدى رسالتى عن أحداث صحيفة النبأ فى صحيفة الوفد، ثم زارنى د. جون جيرهارت، رئيس الجامعة، وسكرتيرته رويدا سعد الدين وأخبرنى فيها عن رحلة تركيا والمستجدات فى الجامعة والقضية وأحضر معه العديد من الرسائل، من بينها رسالة د. بول هانون، رئيس مجلس أمناء الجامعة، وعرضت على د. جيرهارت استقالتى أو تقاعدى المبكر حتى أجنب الجامعة أى حرج مع الحكومة المصرية وليمكن الجامعة والقسم من ملء الكرسى الذى أشغله فى قسم الاجتماع ولكنه رفض الفكرة بحسم وقال إن مثل هذه الاستقالة فى مثل هذا الوقت سترسل إشارات خاطئة لكل الأطراف وستكون إعلاناً أو اعترافاً بالهزيمة وبتخلى الجامعة عن أشهر رموزها فى العالم اليوم وهو سعد الدين إبراهيم، لقد كان الرجل كريماً وقوياً فى تعاطفه وتضامنه ودعمه وضمن ما أخبرنى به وهو قرار مجلس الأمناء باستمرارى على قائمة هيئة التدريس واستمرار صرف مرتبى كاملاً إلى أن أعود إلى الجامعة، فياللولاء من جامعتى الأمريكية وياللجحود من دولتى المصرية، أم هو الفارق بين التقدم والتخلف أو بين الديمقراطية والاستبداد؟ تلك هى المشاعر التى انتابتنى.وفى مقابلة طويلة بعد ذلك مع مكرم محمد أحمد تناول الرئيس موضوع القضية وادعى أنه لا دخل له فى أى شىء ورد على عدد من النقاط التى أثارتها مارى آن ويفر فى مقابلتها بمجلة نيويورك تايمز التى ادعى أنه لم يقرأها وقد كذب الرئيس يميناً ويساراً فى موضوعى، وموضوع السلام فى العام الماضى وموضوع الأقباط وموضوعات أخرى وكان يتأكد لى كل يوم أن النظام يحتضر ويدخل مراحل حياته الأخيرة.وجاءتنى زيارة من القنصلية الأمريكية لورا جوك ومعها المترجم المصرى إسحق إيزل وأحضرت لورا رسائل ومأكولات من الأسرة منها رسالة سميكة من المهندس محب وأعطيتها بدورى مجموعة رسائل ومذكرات قانونية لتوصلها للأسرة التى توزعها بدورها لمن تخصهم وأخبرتنى لورا بمستجدات القضية على الساحة الأمريكية. وأثار كولن باول القضية مع الرئيس حسنى مبارك فى زيارته الأخيرة للمنطقة، وأيضا أثيرت فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى أثناء جلسة الاستماع السابقة لإقرار تعيين السفير الأمريكى الجديد فى القاهرة ديفيد وولش الذى التزم أن يتابع القضية عن كثب وحملت الصحف وقائع المؤتمر الصحفى العالمى للرئيس أمس وظهر موضوع سعد الدين إبراهيم فى عناوين الصفحة الأولى بـالأهرام.ولا أنسى أبداً مدى الشوق الذى كنت أحمله لزوجتى وأسرتى، الذى كان يقابَل بروتين حكومى ضاغط يحدد توقيتات الزيارات التى كنت لا أحتمل انتظارها، وفى ذات مرة وعلى غير العادة فوجئت مفاجأة سعيدة بزيارة زوجتى العزيزة باربارا بعد أن كان مسئولو السجن قد أخبرونى أنه لا حق لنا فى زيارة عائلية الآن، وكنت أعلم أن زوجتى ستسافر فى رحلة عمل إلى باكستان فى نفس يوم الزيارة، وبالتالى لن أراها إلا بعد عودتها؛ لذلك كان ظهورها فى غرفة ضابط المباحث الجنائية الرائد شيرين مفاجأة سارة جداً لى وكنت طوال مدة الزيارة أجلس بجانبها وأمسك يديها كعاشقين فى بداية قصة حب، رغم امتلاء الغرفة بالداخلين والخارجين، إلا أننا لم نأبه بهم بل ولم نشعر بوجودهم، وحدثتنى عن راندا ولارا وسيف وعطلة نهاية الأسبوع فى العزبة واستمتاعهم بحمام السباحة معظم الوقت وعن الجديد فى المزرعة، زراعة عدة أفدنة بالعنب وأخرى بالذرة وظهور ثمار المانجو بكثرة لأول مرة هذا العام وإحضارها عينة منها ومن التين الشوكى وكذلك نمو أشجار الليمون المحاطة بنبات عباد الشمس ذى الألوان الذهبية المبهرة وزفت إلىَّ أيضاً نبأ قرب توصيل الكهرباء وأن أمير وصديقته جندى قضيا إجازة ممتعة مع أسرة ليثم فى الولايات المتحدة وينويان الحضور إلى مصر.أثناء ترحيله لجلسات المحاكمةفى تلك الزيارة، كانت زوجتى أكثر سعادة وتفاؤلاً بتطورات القضية، سواء على الجبهة الداخلية فى مصر أو على وجهتى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة؛ حيث وصل عدد الشيوخ الذين وقَّعوا بيان الاحتجاج إلى 62 شيخاً من مجموع 100 إلى جانب 170 نائباً من مجموع 450 وأحضرت نسخاً من افتتاحيات نيويورك تايمز التى ذكرت القضية مجدداً وكذلك أعداد من الأهرام ويكلى وكايرو تايمز التى تحمل أخباراً أو تعليقات حول القضية، بينما أنا كنت سعيداً أنها فى حضنى.وزارنى القائم بالأعمال الأمريكى رينو هارنيش فى مصاحبة القنصل لورا جوك والمترجم إيزيك، وحضر من الإدارة العميد محمود الكاشف مفتش المنطقة والعميد سمير عبدالغفار، مأمور السجن، والمقدم أيمن الهندى، نائب المأمور، والمقدم معتز، رئيس المباحث، وأحضر الزائران بعض الشيكولاتة ومكثا أكثر من ساعة فى جو يسوده الود والاسترخاء والتُقطت لنا صور تذكارية بواسطة مصور السجن وتحدثنا كالعادة عن أحوالى فى السجن والجديد فيها والشرق الأوسط وتفاقم الأوضاع منذ مذبحة نابلس وسوء توقيت تصريح نائب الرئيس الأمريكى ديك تشينى التى برر فيها تصرفات إسرائيل من اغتيال للنشطاء الفلسطينيين واتفق معى رينو هارنيش فى تقييمى للموقف وحدثنا عن قرب وصول السفير الجديد ديفيد وولش ورغبته فى مقابلة شخصيات مصرية غير حكومية فاقترحت عليه مجموعة مركز دراسات الأهرام ومحمد سيد أحمد عن اليسار ود. كمال أبوالمجد وفهمى هويدى عن الإسلاميين وسلامة أحمد سلامة وسعيد النجار عن الليبراليين ومحمد حسنين هيكل عن الناصريين، ومن الإسكندرية كل من: د. إسماعيل سراج الدين ود. عادل أبوزهرة، ومن صاحبات الأعمال السيدة سعاد الصواب.إدارة السجن أعادت تجهيز المدخل وطلاء مبنى الإدارة قبل يوم من وصول السفير الأمريكى دانيال كيرتزر لزيارتىثم زارتنى القنصل الأمريكى الجديد واسمها آن سايريت، فى الخمسين من عمرها، وهى من النوع البدين المرح، لم تكف خلال ساعة، عن التعليقات والقفشات الضاحكة والساخرة رغم الظروف المأساوية التى كانت تمر بها الولايات المتحدة بعد تفجير برجى التجارة، إلا أنها نقلت إلىّ تحية السفير الجديد وتطلعه إلى زيارتى بمجرد تقديم أوراق اعتماده، وكذلك تحيات الوزير المفوض والسكرتير الأول الدكتور ميشيل دن، وكذلك نائبتها لورا دوك التى ستترك القاهرة فى ديسمبر، لتصبح قنصلاً عاماً فى أنقرة بتركيا وطمأنتنى على زوجتى وابنتى، ثم شرحت وعلقت على الأحداث وأخبرتنى أن اثنين من المشتبه بهم التسعة عشر بتفجير الطائرات مصريان، ثم أشادت بالتصريحات المتوازنة للرئيس حسنى مبارك، وانتقدت دبلوماسية تصريحات أحمد ماهر وزير الخارجية، الذى ربط بين الإرهاب الإسرائيلى وما تعرّضت له الولايات المتحدة من إرهاب، وكان رأيها هو أنه حتى إذا كان ذلك حقيقياً فإن توقيت تصريح وزير الخارجية لم يكن موفقاً كما نوهت بأن إحدى اللمسات الرمزية التى يمكن أن يقوم بها مبارك خلال الأسابيع المقبلة هو السعى بطريقة ما إلى إقفال ملف قضيتى، ولما أبديت استغرابى من هذا التعليق قالت بصراحة أدهشتنى أليس هو المسئول الأول وربما الوحيد وراء القضية؟ إن الجميع فى السفارة وفى واشنطن على يقين من ذلك، وكلما أمعن فى التنصل ازداد اليقين أنه متورط فى القضية إلى قمة رأسه، وذكّرتنى هذه الملاحظات اللادبلوماسية بالاسم الكودى الذى يطلقه النزلاء فى سجن المزرعة على الرئيس وهو توفيق الدقن، ولما استفسرت عن السر وراء إطلاق اسم هذا الممثل المعروف على الرئيس أخذنى النزيل المهندس أحمد البندارى جانباً، وهمس فى أذنى أن هذا الممثل كان يلعب دور الشرير فى فيلم أحبك يا حسن، ولكنه كان مع ذلك كثير الحديث عن فضائل وحلاوة الشرف.وضمن زيارات القنصل الأمريكى العام بالقاهرة آن سايريت خصتنى أيضاً بالزيارة الأولى لمسئول أمريكى بعد بداية العمليات العسكرية فى أفغانستان ضد معاقل طالبان، بواسطة الطائرات والصواريخ الأمريكية، وكانت الزائرة حريصة على معرفة تقديرى للموقف، وقد لخّصت لها رأيى الشخصى وفحواه أنه ما دامت الولايات المتحدة لديها من الأدلة والقرائن ما يدين نظام طالبان الحاكم فى أفغانستان والمنشق السعودى أسامة بن لادن، فمن حقها أن تضربهما دفاعاً عن النفس وقصاصاً لما حدث فى نيويورك وواشنطن، وكلما تم ذلك بسرعة وبأقل قدر من الخسائر بين المدنيين الأفغان، فإن معارضة الشارع العربى والإسلامى والعالمى ستظل محدودة النطاق، أو يمكن للأنظمة الحاكمة احتواؤها، ولكن المهم بالنسبة لى وللمصريين فى استقرار ونمو هذه المنطقة هو أمران: مستقبل أفغانستان وتسوية القضية الفلسطينية.وفى أحد الأيام شهد السجن حملة من نوع مختلف، وهى التعبئة لتنظيف وتجميل مكاتب الإدارة والمدخل الخارجى المؤدى إليها، وكانت آخر حملة مشابهة للتنظيف والتجميل هى تلك التى سبقت زيارة السفير الأمريكى السابق فى القاهرة دانيل كيرتزر لى فى نفس هذا السجن، لذلك توقّع جميع نزلاء السجن دون أن يخبرهم أحد أن تكون حملة التنظيف والتجميل هذه المرة هى بمناسبة زيارة السفير الأمريكى اللاحق دافيد وولش، وبالفعل أتى السفير ونائبه القنصل السيدة لورا دوك واستدعيت من زنزانتى بالمستشفى لمقابلتهما، وكان المكان مليئاً بكبار وعظماء ضباط مصلحة السجون، يتقدمهم مساعد وزير الداخلية اللواء نبيل العزبى، وكان المشهد فرعونياً كعادته بكل ما ينطوى عليه ذلك من مظاهر الخداع والتمويه، وكان السفير مأخوذاً إلى حد ما بمقابلتى، ولا أدرى أى نوع من المعلومات والأعداد سبقت مجيئه لرؤيتى، لذلك قضيت الدقائق العشر الأولى فى تحيته والترحيب به ومداعبته، إلى أن استرخى وتنبه إلى أنه هو الذى جاء لتحيتى وشد أزرى والاستفسار عن أحوالى، فتحدثنا عن الأحداث الجارية وتأثير الثلاثاء الأسود على عمله وعلى العلاقات المصرية - الأمريكية وعلاقات أمريكا بالمنطقة، وبإدارة الصراع، مع الطرف الإسرائيلى ومستقبل عملية السلام. وأعرب السفير عن دهشته من موقف المثقفين المصريين من الأحداث وهواجسه ومخاوفه من هذه المواقف على الرأى العام المصرى نفسه فى المستقبل ليس فى اتجاه أمريكا والغرب فحسب، ولكن تجاه بناء تطوّره وتنميته ومشاركته فى ركب القرن الحادى والعشرين، وتحدثنا عن تأثير الأحداث على قضيتى، وكان من رأيه أن الهجوم الإعلامى الأخير، خاصة فى الواشنطن بوست على النظام المصرى لا يخدم قضيتى، واتفقنا على ضرورة إبقاء الاهتمام الأمريكى والعالمى قائماً والإيحاء للسلطات المصرية بأهمية اللفتات الرمزية نحو الرأى العام الأمريكى فى قضية ابن خلدون، واقترح السفير أن أفكر جدياً فى أخذ إجازة طويلة للتفرّغ فى جامعة مثل هارفارد، وذكرت له أن اقتراحاً مشابهاً قد طرحه سلفه دانيال كيرتزر، وأننى أترك هذا الأمر لأسرتى هى التى تقرره، خاصة زوجتى باربارا، وكان السفير حريصاً لمعرفة ما أنوى عمله تجاه النظام بعد إطلاق سراحى، وأوحيت إليه بأننى سآخذ استراحة محارب لسنة أو سنتين، وكان رد فعله العفوى هو: فقط سنة أو سنتين؟ وقلت له إن الانتخابات البرلمانية المقبلة ما زالت تفصلنا عنها 4 سنوات، وفى طريقهما من المكتب إلى الخارج سأل السفير مساعد وزير الداخلية، ما إذا كان بالإمكان أخذ جولة بالسجن لرؤية المكان الذى أعيش فيه، ولكن اللواء نبيل اعتذر له بلباقة، حيث إن ذلك ينطوى على إزعاج أو إحراج لبقية النزلاء، وكانت نائبة القنصل أحضرت معها كيسين من الشيكولاتة (هيرشى) التى ينتظرها عادة زملائى من نزلاء المستشفى، خاصة المهندس أحمد البندارى ورجل الأعمال محمود الرشيدى.









alnaharegypt



النهار, أهم الأخبار, تقارير, ومتابعات ,عربي, ودولي, شرايين ,مصر مقالات, ثقافة ,فن ,حوادث, اقتصاد, رياضة, صحافة, محلية ,صحافة ,عالمية ,صحافة, إسرائيلية, صحافة ,المواطن, صورة ,وتعليق, تكنولوجيا, وانترنت, استشارات, المرأة, والبيت ,منوعات, رمضانيات البرلمان ,تويترو المشاهير, توك شو, حوارات, ,اغتصاب الاطفال,اخبارالامارات,اخبارالجزيرة,اخبارالكويت,الاخبارالعالمية,خبرعاجل,كرةالقدم,اخبارمصر,اخباراليوم السابع,اخبارالرياض,اخبارقبس,صور مشاهير,SEX,مدرب الكاراتية عبدالفتاح الصعيدى,كارثة,اغتصاب,
Share this article :

إرسال تعليق

Test Footer

 
: Copyright © 2013. وظائف وشغل التانجو - All Rights Reserved
Proudly powered by سياسة الخصوصية